أكتوبر الوردي بالمركز الثقافي الخاص "آرت فيزيون" بالمدينة الجديدة ببن عروس : معرض الفنون التشكيلية ينثر الشّفاء والآمال ضد مرض سرطان الثدي
- سامية بن طالب
- il y a 10 heures
- 4 min de lecture
ألوان الأمل: ألوان للشفاء وأشكال للأمل هو عنوان المعرض الجماعي للفنون التشكيلية الذي ينظمه المركز الثقافي الخاص "آرت فيزيون" بالمدينة الجديدة من 23 أكتوبر 2025 ليتواصل إلى غاية 30 من الشهر نفسه بمناسبة أكتوبر الوردي بالتعاون مع المندوبية الجهوية للديوان الوطني للأسرة والعمران البشري ببن عروس والمندوبية الجهوية للشؤون الثقافية ببن عروس.
يعتبر المعرض فاتحة تظاهرات المركز الثقافي الخاص "آرت فيزيون" منذ انطلاق نشاطه في شهر ماي المنصرم، حيث مزج بين المفيد والممتع في بادرة جمعت ثلّة من الفنّانين التّشكيليين أجمعوا أصواتهم وعبّروا بألوانهم وريشاتهم للتوعية بأهمية مقاومة مرض سرطان الثدي ونشر ثقافة الوقاية خير من العلاج بأسلوب فني تحاورت فيه الرسوم والألوان لتحفيز المرأة على تحدّي المرض أو تفاديه بالمقاومة والوعي والأمل.
"هو ليس مجرّد معرض هو رحلة إنسانية، رحلة بين اللون والألم والقوة والحلم، معرض يحمل قصة ويحمل نبضة حياة، أؤمن أنّ الفن يداوي، أؤمن أنّ الفن يخفّف، أؤمن أنّ الفن يغيّر، للخروج من خلال المعرض بنقطة ضوء جديدة نقطة أمل نقطة حب للحياة"، بهذه الكلمات قدّمت السيدة مريم العود باعثة المركز الثقافي الخاص "آرت فيزيون" وفنانة تشكيلية المعرض بمناسبة افتتاحه يوم 23 أكتوبر 2025.
و في السياق نفسه، أضافت في تصريح لموقع فن تونس أنّ فكرة التظاهرة نابعة من إيمانها أنّ الفن مأساة أو لا يكون وأنّ الفن التشكيلي متنفّس لما يخالج تفكير الفنان وشعوره وما يعايشه من تجارب في محيطه فالفنان ابن محيطه ومن هنا تمخضت الفكرة لنشر ثقافة الوقاية من السرطان الثدي المساهمة في التوعية بشكل فني وطريقة قريبة من القلوب، زاده تجاوب المندوبية الجهوية للأسرة والعمران البشري ببن عروس للانخراط في حملة التوعية من خلال الفن أكثر طرافة وفاعلية، باعتباره يتماهى مع الأنشطة التثقيفية والتحسيسية التي تشرف عليها في هذا الخصوص.
وأحالت الكلمة إلى حياة اللباسي المندوبة الجهوبة للأسرة والعمران البشري ببن عروس التي أشرفت على افتتاح المعرض، فأشادت بأوّل تجربة تخوضها المندوبية في إطار أكتوبر الوردي للتوعية من خلال الفن الذي يمثل عنوان الفرحة والأمل بهدف تقبّل المرض بصفة عادية باعتباره لم يعد قاتلا بفضل تقدم الطب والعلاج في هذا المجال شرط علاجه في المراحل الأولى.
فلم يعد ذلك الغول أو "المرض الخايب" أو كما يسمىّ على أن يتعزّز الوعي لدى كل امرأة للمتابعة المستمرة واكتشاف المرض في مرحلة مبكرة. علما وأنّه أوّل سرطان يمسّ المرأة التونسية بنسبة ثلاثين بالمائة خاصة لدى الشابات.
وقدّمت بالمناسبة نصائح طبية مبسّطة للتقصي المبكّر للمرض مشيرة إلى شعار الحملة "قد ما تفطن بيه بكري قد ما شفاك يكون أسهل". وثمّنت الدكتورة اللبّاسي في ختام كلمتها بادرة التعاون مع المركز مؤكدة الحرص على مواصلة برامج مماثلة تجمع بين التثقيف الصحي والابداع الفني.
مثّل المعرض فرصة كذلك لمزيد التعرف على خدمات الديوان والمندوبيات المنضوية تحت إشرافه في كل الولايات من خلال حوار مع السيدة راضية مسعودي المكلفة بتنسيق الأنشطة التثقيفية والصحية والتوعوية بالمندوبية.
حيث يقدم عدة خدمات صحية لفائدة المرأة في مختلف مراحل عمرها وكذلك الفضاءات الشبابية التي تعنى بالشباب في فترة البلوغ والمراهقة وكل ما يتعلق بالجوانب النفسّية والصحّية ومعالجة الإدمان ومختلف السلوكيات المحفوفة بالمخاطر.
وأوضحت أنّ تقصّي مرض سرطان الثدي خدمة قارة على مدار السنة لكن في أكتوبر الوردي تصبح الأنشطة أكثر كثافة وخاصة العمل الميداني إلى جانب العيادات القارة.
أكتوبر الوردي بلمسات فنية
في معرض ألوان الأمل التقت الريشة والألوان لتترجم إيمان الفنانين التشكيليين المشاركين بضرورة التضامن مع مرضى السرطان قصد التخفيف من معاناتهن فحوّلوا الرّهبة من المرض الخبيث إلى مواجهة ومتعة في النظر. لوحات معبّرة عن أكتوبر الوردي راوحت بين المؤلم والمأمول، فكانت فضاء رحبا لما يحملونه من رموز وأحاسيس وهواجس وأشجان وآمال…

وشّحت جدران الفضاء ست وعشرون لوحة فنية أغلبها من الحجم المتوسط بأنمال ومهجة كلّ من نجلاء الهنتاتي وسحر ميليي وهاجر بن مصباح وآمال الشابي ودرة بن غفار ولمياء بوخاتم ونرجس خراط وبسمة دوجة سبيعة ونسرين تمسك ومريم العود وحنان الفرشيشي وآمال الجلاصي و"مانلينق شان" ومريم محمدي وسلوى الكعبي الدغري ونجيبة الهذيلي وأماني بن عمر وراجية سليم ولبنى دربال وأريج بن عثمان وضحى قارة قرقني وعبد الله كسوس وإلياس سعيداني.
وازدانت بألوان طغى عليها الوردي الرمز العالمي للحملات التوعوية بسرطان الثدي وعنوان الأمل والدعم. لوحات تنطق ألوانها بالجمال وتصرخ بالمعاني المنادية بالتمسك بالأمل وتحدّي المرض وحبّ الحياة مع توخي الحذر والوقاية.
لوحات مثلت دواء وشفاء للعليلة وتوعية ووقاية للمتعافية ليحلّ الأمل محلّ الألم وتسكن الطمأنينة محلّ الشكوك وتتجسّد المسؤولية المجتمعية للفنان والدور التوعوي للفنون عموما وقدرتها على إيصال الفكرة منمّقة بجمالية التعبير حتى وإن كانت ممزوجة بالوجع لتثبت أنّ الفن وسيلة للعلاج.

الأمل من رحم الألم
لوحات فنية تحمل أسماء ذات مغزى دقيق ومعاني معبرّة تدعو المرأة إلى عدم الاستسلام والتحلّي بالإرادة والعزيمة على غرار "حرية" و"رفع التحدي" و"هيرا آلهة الزواج" و"الأمل النابع من الظلام" و"زنابق الماء" و"أمل في الهواء" وانتعاشة وردية" و"وقت الشاي" و"صمود" و"الندبة الوردية" و"المتأملة" و"عبق الأمل" و"صديقتان" و"الحياة الوردية" و"نظرة صمود" و"صلاة" و"بصيص أمل" و"بذور الفرح" و"للاّ البيّة" و"فوطة وبلوزة" و"قلالة" و"حب الأم" و"صوت القلب “و"تونسية في السوق" و"حب".
تمكّنت الفنانات التشكيليات المشاركات من نشر ثقافة الوقاية من سرطان الثدي بأسلوب فني وتجاوز التفكير السلبي إلى البحث عن حلول لتصبح الفنانة التشكيلية باعثة للأمل ومتحدّية للمرض ومساهمة في التوعية من خلال إبداعهنّ ولمساتهنّ.
وقد أفادت الفنانة التشكيلية حنان الفرشيشي في لوحتها الجريئة "النّدبة الوردية" أنها خيرّت التعبير بتقنية وروح مغايرة لتخدم معركة إنسانية وشخصية في آن واحد مساندة منها للمرأة التي لا تقبل بسهولة أي تشوّه يطال جسدها، فاتخذت من الألوان والأشكال رسالة تضامن عوضا عن الكلمات.
ويمثّل الفن التشكيلي على حد تعبير الفنانة التشكيلية درة بن غفار وسيلة من وسائل المقاومة النبيلة يكون فيها الحب والتضامن دافعا لإيقاظ الوعي الجماعي وهو ما سعت إلى التعبير عنه في لوحتها "نظرة صمود" في صراع المرأة ضد المرض ونظرة الصمود والانتصار والولادة من جديد من الورود رمز الحياة وهو ما حفزها على المشاركة في المعرض.
وطغى اللون الوردي والحركية على لوحة الفنانة التشكيلية لبنى دربال بعنوان "حرية “فسجدت امرأة منطلقة في الفضاء لترمز للمواجهة والتغلب على الصعوبات سلاحها الضحكة والطاقة الإيجابية مع بقعة ضوء رمز للأمل مساهمة منها في التحسيس بطريقة فنيّة ترغّب ولا تنفّر.
في حين اختارت الفنانة التشكيلية آمال الجلاصي للوحتها الألوان الغامقة رمز الصدمة التي تتلقاها المرأة ولكن ما تلبث أن تنهض من جديد لتواصل الطريق وتقاوم وتشيح بوجهها عن كل ما يعكّر صفوها في تباين مع اللون الأصفر رمز الضوء والحياة في أجمل تجلياتها.

لامست الأعمال الفنية المعروضة المشاعر والأحاسيس دون استثناء فشكلت حفلا ورديّاً بآمال وردية وتعبيرات تشكيلية في سبيل قطع دابر الألم وأكّدت أنّ المرأة هي عنوان الحياة من رحمها تولد الإنسانية لتكون حاملة للتفاؤل وزارعة للأمل، وأنّ الحسّ الإنساني للفنان يرسّخ الأثر الفعّال للفن في التثقيف الصحي.
وقد لقي المعرض استحسان الحضور واستمتاعهم لتقتفي أثره تظاهرات أخرى في برنامج المركز الثقافي الخاص "آرت فيزيون" في شتى مجالات الفنون والآداب ويفتح أبوابه لمختلف المبادرات الإبداعية والشراكات التي تحقق القيمة المضافة وتنجح في طرح مواضيع السّاعة بأسلوب فني.












