top of page
  • وات منوبة

في ندوة علمية بمعهد الصِّحافة : أي تجديد للنقد الفني في صِحافة ثقافية تدعم الإثارة؟

دعا عدد من فاعلي الحقل الثقافي وأساتذة معهد الصِّحافة ومهنيي النقد الثقافي إلى إعادة الاعتبار إلى الصِّحافة الثقافية والنقد الثقافي والى إنقاذ المجال من السطحية والانحدار والى تطويع أليات العمل النقد الثقافي مع التحولات المتسارعة التي يشهدها قطاع الإعلام. وأوصوا خلال الندوة العلمية التي انتظمت بمعهد الصِّحافة وعلوم الإخبار صبيحة يوم 4 مارس 2019 بعنوان "النقد والصحافة الثقافية في زمن الإثارة" وببادرة من الأستاذ بالمعهد محمد علي الحيو بضرورة الارتقاء بمستويات التقييم و التحليل إلى ماهو أبعد من القيم الجمالية والتقنية للأعمال الثقافية في مختلف الفنون .



وتم التأكيد خلال اللقاء الذي أثثه الفنان سمير العقربي والأستاذ القدير يوسف بن رمضان والناقدين خالد الطبربي و ليلى الحباشي والإعلامي الشاب فارس الخياري على الحاجة الملحة إلى تحرير الثقافة من المنطق الاستهلاكي وقيم الرأسمالية، والتّشيّوء التي جعلت من النقد مجرد قيمة شكلية ومفهوما افرغ من عمقه التقليدي وتاثيره في في الفعل الثقافي والإنساني.

"يعتبر النقد الثقافي بناءا فكريا وخلقا وابتكارا وتحليلا وهو متجدد منفتح على أية منظومة إنتاجية معرفية يبحث في عمقه عن التحرر والوعي لكن تظل هناك مفارقة بين ما يسعى إليه النقد وبين أوضاع العالم التي تقوم على ثقافة خارج الظروف الموضوعية لمجتمعاتنا " هذا ما اكده الباحث والأستاذ بالمعهد يوسف بن رمضان مضيفا 'أن النقد الثقافي لا يمكن أن يترعرع وستجذر ويتطور ويبلغ مقاصده في صلب عالم على ثقافة ميدياتيكية تمويهية".

وبإطلاق صفة الفوضى على قطاع الإعلام في تونس أشار إلى سطحية المضامين الإعلامية وعدم وجود مختصين في النقد الثقافي قادرين على تحديد المواقف الثابتة أمام لجة الصراعات الثقافية والحضارية وهيمنة "البوز" ومنطق التجارة والربح و أعلى نسب المشاهدة.

النقد من أصعب المجالات


من جهتها أكدت مديرة معهد الصحافة حميدة البور التي افتتحت الندوة أن المشهد الإعلامي بحاجة أكيدة إلى فضاءات تؤثث لنقد ثقافي على أسس علمية معتبرة أن هذا النوع من النقد من أصعب المجالات. فهو يتطلب دراية عميقة بالفنون وخلفية خصبة ومعرفة عميقة بها واستحضارا للمردود الثقافي الذي يشمل حقولا معرفية عديدة. وكشفت في هذا الإطار عن التفكير صلب المعهد وبجدية في بعث ماجستير مهني متخصص في الإعلام الثقافي.

الأستاذة بالمعهد والعازفة والناقدة ليلى الحباشي دعت إلى تطوير أليات النقد الثقافي ومواكبتها لضروريات العمل الصحفي وتطورات القطاع مع الأخذ بعين الاعتبار المحامل السمعية البصرية والرقمية والتفكير الجدي في مقاربة جديدة للتصدي "للبوز". واعتبرت أن النوع السلبي منه بات طاغيًا في تونس عبر التسويق الثقافي لأشخاص بلا ثقافة ولا موهبة وإشهار إنتاج حسب تعبيرها - ليس إلا فاشلًا. فمن منظور ليلى الحباشي الإنتاج الناجح لا يتطلب إشهارًا ويصل إلى الناس دون وساطة - لتتداخل المفاهيم وتعم الانطباعية الفاقدة لأدلة وتسيطر النزعة التجارية التي غيرت وجهة النقد الثقافي حسب مداخلتها.



مواجهة الإعلامي إلى ضغوطات وتوجيهات جعلت من الثقافة حدثا وخبرا دون عمق


ولئن أشار المنشط فارس الخياري إلى مواجهة الإعلامي في تونس و خاصة في القنوات الخاصة إلى ضغوط وتوجيهات جعلت من الثقافة حدثا وخبرا دون عمق، يلهث أصحاب القنوات إلى تحقيق أعلى نسب مشاهدة عبره في تفقير ممنهج للعمل الصحفي وفي إصرار على ترويج" ثقافة السندويتش"، فان الناقد والإعلامي خالد الطبربي عدّ دور الصحفي في الاستماتة على الدفاع عن المشهد الثقافي والإعلامي. هذا مع الوعي بدور النقد البناء مؤكدًا على أن الصحفيين والنقاد يصنعون دولة ويوجهون أنظمة سياسية حتى تقوم بدورها في النهوض بالثقافة وحماية أذواق وخيارات الشعب عبر انتهاج رؤية التصحيح والتغيير الإيجابي والتصدي لكل محاولات تحكم القطاع الخاص في المنظومة وهيمنة توجهاتها التجارية على المشهد. وحذر في هذا الإطار من وضع الثقافة والإعلام تحت تهديد خطر الليبيرالية الاقتصادية المجنونة مشددًا على أنها سياسة كاملة ونظام ممنهج لتكميم النقد وإفزاع محتواه من التوجه البنّاء القادر على التغيير.


"البوز" ليس جريمة


ولئن اعتبر الفنان والملحن سمير العقربي أن "البوز" ليس جريمة ما دامت نتيجة فعل ثقافي متجدد اعجب المتلقي ولفت انتباهه مع اختلافه عن المألوف، فقد اكد على أن النقد يجب أن يكون متسامحًا مع مختلف التعبيرات الثقافية يشحذ أصحابها نحو الإبداع ويتكامل معها في علاقة تواصلية بناءة. وأشار إلى أن الناقد يجب أن يكون معاينا للجمال بعين ذواقة ويلفت انتباه الفنان إلى نقاط غابت عنه ولم يتفطن لها، مبينًا في هذا الإطار أن عديد الأعمال الثقافية ولا سيما المسرحية ساهمت في تحسينها مقالات نقدية.


هذا و أشفعت الندوة بحلقة نقاش مع الطلبة تناولت إشكاليات النقد الثقافي في المشهد الإعلامي واليات النقد التي يمكن استحداثها بما يواكب التحولات الثقافية والاجتماعية والسياسية حتى يستعيد النقد الثقافي فعله في الكشف عن العيوب النسقية التي توجد في الثقافة والسلوك، بعيدًا عن الخصائص الجمالية والفنية وبعيدًا عن منطق الإثارة والتجارة.

جهات/ ن ع


 À l'affiche
Derniers articles
Archives
  • Facebook Basic Square
  • Twitter Basic Square
  • Google+ Basic Square
bottom of page