top of page
  • أميمة ماجري وهدير نابلي

لسعد العمري عازف ناي متميز ينال إعتراف الجمهور و يفتح لنفسه مسارالنجاح

"لنا الفن حتى لا تميتنا الحقيقة" إحدى مقولات العظيم نيتشه التي تبرز أهمية الفن في الحياة الإنسانية حيث ينشل الأشخاص من فخاخ الانهيار و الاضطراب النفسي. هذه المقولة نقف عليها اليوم و نحن بين أحضان منزل سيدي جلول بمدينة بنزرت لحضور أول حفل لعازف الناي لسعد العمري يوم 11 نوفمبر 2018 تمام الساعة 16.30. لسعد العمري عازف جعلت منه آلته الموسيقية عرّابا للروح من خلال أنفاسه التي تخرج من أعمق طبقات الشعور فيفتك الحاضرين من عالمهم المعقد عند عزفه على أوتار قلوبهم فيحملها للحلم ويوقظ فيها الوعي بإحساسها المرهف.



تنظيم أول حفل فردي لعازف الناي لسعد العمري


هي ليست المرة الأولى التي يصعد فيها لسعد على ركح أو منصة فهو أحد العازفين التونسيين الموهوبين فلو لم يكن كفئا لما كان موجودا قصد تلحين أغاني أمينة فآخت مثلا . لكنها هي المرة الأولى التي يصعد فيها على ركح يكون فيه الناي سيد الجلسة. عند الحديث مع السيدة سميرة كشك منظمة هذا العرض"سماح" قالت أن لسعد العمري قرر أن يبدأ دورته الموسيقية في شهر نوفمبر 2018 أي بعد موسم الأفراح و المناسبات و المهرجانات بشهرين حتى يقوم بالاستعداد و التمرن جيدا. و أكدت لنا أن هذا العرض الموسيقي المتميز لن يكون الأخير بل هي فاتحة لسلسلة من العروض الموسيقية ستخرج المولعين من الروتين القاتل إلى سلطنة ترجعهم إلى الزمن الجميل. زمن أم كلثوم و محمد عبد الوهاب وعلي الرياحي و وردة و علية. لذلك قال عازفنا أن هذا الحدث هو "أول سماح و لن يكون الأخير بإذن الله".


ألحان عربية أصيلة في عرض فريد من نوعه


يحمل الناي إمكانيات موسيقية و إيقاعية بالغة العذوبة لذلك هو يحتاج إلى عازف ماهر مثلما هو الحال في عرض لسعد العمري. فقد أرسى هذا الفنان موسيقى عذبة و شجية، تنوعت

و اختلفت و اصطحبت الجمهور إلى حقبات زمنية مختلفة، فكانت البداية بنوتات كوكب الشرق أم كلثوم عبر أغنيتها الخالدة " أنت عمري" ثم روائعها "ألف ليلة و ليلة" و "عودت عيني على رؤياك" و "أروح لمين". ألحان هي قبل أن تكون كلمات وأداء خلدت في أذهاننا و رسخت في تاريخ الإبداع العربي و العالمي. هذا الفن الأصيل الذي ابتكر بإتقان لم يعد متداولا للأسف في إذاعاتنا التي تحظى بنسب استماع مرتفعة. فإحياء لسعد العامري لهذه الأنغام زلزل أعماق الحاضرين و أزال الغبار عن أذانهم التي لم تستمع لهذه العذوبة منذ فترة بل و خفف هو و ألته الوجع عن القلوب الحاضرة. لا ننسى أن الناي قد استخدم من قبل في الشرق لتخفيف ألام الولادة و ها هو ينجح اليوم في تخفيف آلام القلوب بل و بعث الفرحة

و السرور فيها .

ثم انتقل بنا لسعد العمري إلى عالم محمد عبد الوهاب و إلى أغنية " كل ده كان ليه" بإحساس راق و بأنامل ذهبية و بمجهود جبار نجح هو و فرقته في جعل الجمهور يهتف بصوت عال و يرددون كلمات الأغنية. أصوات التار و القانون و القيثارة أضفت بصمتها على الوصلات فزادت من جماليتها و رونقها و فخامتها و عمقها. توقف بنا لسعد عند إبداعات الراحلة "علية" خاصة عبر أغنيتها التي أسست للروح الطربية الشرقية " غالي و الله غالي" إذ أن كل الآلات اجتمعت على نغم واحد فريد من نوعه حلق بالمدعوين في السماء و كأنهم يسابقون الطيور.

تعالت صيحات الجمهور مع أخر لحن لأغنية علي الرياحي "كيفاش قلي كيفاش" و عند الانتهاء منها وقف الحضور وصفق إجلالا لكاريزما وإتقان لسعد العمري لفنه ومدى احترامه لأذن جمهوره. شجعه بل و حضنه بكل حرارة و دعاه لمواصلة دربه الفني في ميدان عزف بقي على هامش الصناعة الموسيقية. هتافات و زغاريد وتشجيعات أسقطت دموع عازفنا المبدع مؤكدا أن القادم أفضل بإذن الله.

أميمة ماجري وهدير نابلي



 À l'affiche
Derniers articles
Archives
  • Facebook Basic Square
  • Twitter Basic Square
  • Google+ Basic Square
bottom of page