top of page
  • عبير بن عمارة

نغمات الناي...تحلق بالوجدان بعيدا

ترنم به سلطان العارفين جلال الدين الرومي في مطلع قصيدته "اسـتمع للناي غنى وحكى شـفّه الوجـد وهـدراً فشـكا" و تغنت به ملكة الغناء العربي فيروز على طريقتها "أعطني الناي وغنِّ .. فالغناء سرّ الخلود وأنين الناي يبقى .. بعد أن يفنى الوجود". وحده صوت الناي يوقف الزمن و يعيد عقارب الساعة إلى الوراء هذه الآلة الموسيقي ذات الصوت الحساس و المرهف و نجحت في أن تثبت حضورها عبر الزمن لما لصوتها من خصوصيات من بين الآلات.


نبذة عن تاريخ الآلة


حاز الناي على لقب أول آلة نفخية عرفت في تاريخ الموسيقى و هو آلة شرقية تستخدم في التخت الشرقي يعود تاريخ هذه الآلة لأكثر من 4500 سنة. أصل تسمية الناي يأتي من اللغة الفارسية. هو عبارة عن قصبة مفتوحة من الطرفين تحتوي على ستة ثقوب على استقامة واحدة وثقب سابع في المنتصف.


القصيدة الصوفية : "سلبت ليلى مني العقل"


ظهر الناي أولا في العراق و تم آنذاك استعماله من قبل السومريين لكن هناك دلائل تبين أن الناي ظهر قبل ذلك في مصر حيث استعمله المصريون القدامى في طقوسهم الدينية لينتقل فيما بعد إلى الأندلس تزامنا مع وصول العرب إلى المنطقة ليفرض الناي نفسه و يستحوذ على مكانة مرموقة بجانب أهم الآلات الموسيقية الأخرى.


المولوية صوفية التصالح مع النفس


أخذت أهمية الناي في العالم الإسلامي تتزايد بعد القرن ال13 ليقع توظيفه و استعماله في الإحتفالات و الطقوس الدينية لما لنغماته من قدرة في أسر القلوب و إرتبط الناي بالموسيقى الصوفية السنية إرتباطا وثيقا. هنا نتحدث عن المولوية التي أسسها الأديب و الشاعر جلال الدين الرومي وإنتشرت خاصة في سوريا و تركيا. تتميز المولوية بالرقص الدائري من قبل الدراويش المصاحب للموسيقى و العزف على الناي. أعتبر الناي في الطريقة الصوفية المولوية حجر أساس فهو يعد وسيلة للجذب الإلاهي و يشبه أنينه بأنين الإنسان للحنين إلى الرجوع إلى أصله السماوي في عالم الأزل.



رقصة مولوية


السيد سالم عازف ناي خرج عن النوتة فأبدع


هو من مواليد قرية المنصورية في 1920. هوى عزف الناي منذ كان عمره 10 سنوات ليقوم بصنع نايه الخاص بيديه. عنفه والده الصعيدي الرافض للفن مرارا و تكرارا ليحول دون عزفه لكن كل محاولاته باءت بالفشل فحب السيد سالم للناي كان أقوى من أن توقفه محاولات والده. أثناء عزفه على الناي في أغنية بعيد عنك في حفلة لكوكب الشرق أم كلثوم عام 1966 تمرد و خرج عن النوتة فأذهل الجمهور و "الست" أم كلثوم التي توقفت عن الغناء و صاحت "إيه ده" من شدة ذهولها و تم إعادة عزف المقطع ليتسنى للسيد سالم إعادة عزف المقطع و الإبداع من جديد.


عبير بن عمارة


 À l'affiche
Derniers articles
Archives
  • Facebook Basic Square
  • Twitter Basic Square
  • Google+ Basic Square
bottom of page