top of page

حسان غربي: من مراكز الهوّاة إلــــــــــــــــــــــى مسارح المحترفين

في لقاء مع الفنان المسرحي حسّان الغربي، استطعنا أن نتعرّف على الكثير من مسيرته الحافلة في مجال المسرح و العديد من المشاق التي شقّت طريقه نحو النجاح حيث اُتيحت لنا الفرصة للغوص أكثر في تفاصيل أعماله و بداياته، من كان مشجّعا له و من لم يدعم أعماله.


ولع بالمسرح وعالمه

انطلقت مسيرة حسّان الغربي عام 2005 في مراكز للهواة حيث أبدع في التمثيل الكوميدي دون أن يكون له حلم أن يصبح يوما ما فنّانّا مسرحيّا كوميديّا تهتزّ له المسارح. وهو ما جعلنا نتساءل عن سبب ذلك، على اعتبار أنّ كلّ من يمارس الفنّ لابدّ أن يكون له حلم النجوميّة و الاحترافية. إلاّ أنّ حسّان لم يكن كذلك. مثّل من أجل الهواية. شغف صاحبه على امتداد 17 سنة، فكان المسرح متنفّسا و مهربا من روتين الحياة.


لقاء وعمل أجراه حسام بوراوي


إنّ مراكز الهواة عادة ما تكون مهد كلّ ممثّل، فهي تصقله و تطوّعه و تعلّمه آداب المسارح و قواعدها، و لا شكّ في أنّ 'تياترو' توفيق الجبالي وعزّ الدين قنون وفاضل الجعايبي كان لهم دور حيويّ كبير في رسم مستقبل هذا الشابّ المبدع. فرغم أنّ حسّان الغربي لم يدرس المسرح أكاديميّا إلاّ أنّه تتلمذ على يد أكبر عمالقة المسرح.


"أفضّل العمل ضمن المجموعة"


إنّ العمل الجماعي هو ركيزة في عدّة مجالات منها المسرح، حيث أنّ معظم أعمال حسّان الغربي النّاجحة من ناحية المضمون هي أعماله في فريق مسرحي ضمن عروض جماعية. ذلك لأنّ الفنّان ربّما يتقاسم مع المجموعة مسؤولية نجاح أو فشل العمل وهو ما يجعله يعمل بأكثر أريحية.

من أعماله مسرحية 'اشطح يا قرد' مع توفيق الجبالي و مسرحية 'الخلوة 2' مع المخرج معزّ القادري و مسرحية الميراث لخولة الهادفي، ثلاثة أعمال صنّفها حسّان الغربي من الأكثر نجاحا له.

في حين أن أعماله الفردية كانت أنجح بكثير من حيث عدد الحضور و النّقاشات التي دارت بعد العروض، ورغم أنه يحب المشاريع الفنية الجماعية ويفضّلها على الفردية فإنّ مسرحيّاته اللاحقة حقّقت نجاحا أكبر أوّلها 'بيك نعيش' لنوفل عزاره التي لعب فيها طيلة سنتين ثمّ توقّفت عروضها. ولسائل أن يسأل في هذا الحال عما إذا كانت المسرحية فاشلة وانتهت بسرعة أم أنّ الأعمال التي تلتها حقّقت نجاحا أكبر؟

'الرجل المستحيل' هو عنوان المسرحية التالية التي تطلّبت عاما من التحضيرات والاستعدادات. ربّما تكون السبب الرئيس في توقّف عرض المسرحية الأولى، فهذه المسرحية اشتغلت أيضا عديـــــد العروض إلاّ أنّها واجهت الركود في فصل صيف 2017 ثمّ عادت من جديد بتواريخ عروض في تونس و الخارج.


أين وزارة الثقافة من كلّ هذا؟

من المشجّع على الابتكارات الثقافية والمسرحية، دعم عديد الفاعلين في مجال الخلق والإبداع من أوّلهم الوزارة التي غاب دعمها عن عروض شبّان كُثُر مثل حسّان الغربي، حيث لم تكن كلّ مسرحيّاته مدعّمة باستثناء عرض مسرحية واحدة مدعّمة هي 'الميراث' لخولة الهادفي. كان ذلك، على الأرجح، لارتباط الموضوع بمسألة الميراث في تونس و التحوّل الإجتماعي الذي تدفع إليه هذه القضية. أمّا حسّان فقد كان رأيه واضحا و صريحا إزاء أهمية الدعم و غياب التشجيع عن الفعل المسرحي مقارنة بمصر و غيرها. يعيب حسّان الغربي على وزارة الشؤون الثقافية دعمها لعروض معيّنة لأسماء معيّنة، دون عروض أخرى. لكن من المعروف اليوم أنّ العروض الفردية لا تتحصّل على دعم من وزارة الشؤون الثقافية و ليس حسّان الغربي الوحيد في هذه المسألة.


الفعل المسرحي ملاذ للتعبيرات الشبابية


إنّ الكثير من الشباب المبدع اليوم يلقى في المسرح فسحته و خلاصه من واقع اجتماعي وماديّ مرير فيلجأ إلى الفنّ كملاذ له، ورغم هذه الوفرة في المواهب والهوايات فإنّ ذلك لم يحرز وقعا كبيرا بسبب الوضع الماديّ التعيس للمسرحيّ. هذا الأخير رغم ما يعايشه من ضيق، يسعى طيلة عروضه أن يكون على درجة عالية من الحرفية. لذلك كانت كلمة حسّان الغربي البالغ من العمر 32 للشباب المسرحيّ من عمره 'يعطيكم الصحة' كدعوة للإبداع و لمواصلة المشوار.


مريم كحلاوي







 À l'affiche
Derniers articles
Archives
  • Facebook Basic Square
  • Twitter Basic Square
  • Google+ Basic Square
bottom of page