علي الرياحي : عمره موسيقى وفن
هو مطرب الخضراء الموحد لألوان الفن التونسي و الشرقي و الإفريقي و الفنان الذي لا تزال أغانية و ألحانه تصدح إلى اليوم بعد مرور ما يقارب على ثمانية و أربعين سنة على رحيله. الفنان التونسي علي الرياحي قدم و كرس كل حياته لخدمة الفن.
علي الرياحي أو كما يطلق عليه جمهوره "فنان الخضراء" ملحن ومغني ولد في 30 مارس 1912 و توفي في 27 مارس 1970 بالعاصمة. كان الملحن الأول الذي مزج الفن التونسي بالشرقي والإفريقي ليخرجه في إيقاع فريد من نوعه. الرياحي مبدع محب وولوع بالغناء رغم انه لم يدخل المدرسة قط ولم يعرف القراءة والكتابة أبدا. لم يمنعه عجزه هذا من إتقان التلحين والغناء. على العكس، كان يدندن اللحن ويقوم بتلحينه على آلة الطار لضبط إيقاعه في مرحلة أولى ويقوم بتدوينه وترقيميه موسيقيا. واصل الرياحي على هذا الدرب إلى أن حضي باعتراف وقبول مجموعة من الملحنين الذين صدقوا و امنوا بموهبته كأحمد القلعي و عبد الحميد بلعلجية وغيرهم.
في سنة 1945 قام مطرب الخضراء برحلة فنية إلى الجزائر ليتعرف على الفنون والإيقاعات الفنية المجاورة و ليحاول تنويع ألحانة ومزجها بالثقافات الأخرى. فقد سجل في هذه الرحلة العديد من الأغاني التي لازالت راسخة إلى اليوم في الموروث الجزائري مثل أغنية "عايش من غير أمل في حبك" التي أدتها الفنانة فضيلة. وبعد خمس سنوات على زيارة الجزائر وتحديدا سنة 1950 قامت هيئة الإذاعة البريطانية "البي بي سي" بعرض برنامج خاص عن تجربة "علي الرياحي" الفنية التي جمعت ألوانا مختلفة من الإيقاعات العربية والإفريقية. كما سجلت له العديد من الأغاني . في سنة 1953 قام فنان الخضراء بزيارة مصر بدعوة من الإعلامي "حسن إمام عمر" لإجراء حوار معه في الإذاعة. وخلال هذه الزيارة سجلت له إذاعة "صوت العرب" بالقاهرة مجموعة من الأغاني عزفتها الفرقة المصرية. لقد انتشرت ألحان علي الرياحي في اكثر من بلد و تجاوزت الخمسمائة لحن وأغنية موزعة على الجزائر و المغرب و مصر و لندن. من أشهر أغانيه "عايش من غير أمل في حبك" و"إن شاء الله زينة" و"يا شريفة" و"تكويت" و"جريت وراك" و" يا شاغلة بالي " و" ينجيك و ينجيني".
رحل مطرب الخضراء عن عمر يناهز 58 سنة و ترك في رصيده اكثر من 500 أغنية. وقد تحصل على نيشان الافتخار عام 1954 من محمد الأمين باي فقد قضى و كرس كل حياته للفن. كثيرا ما ردد و قال انه يشتهي الموت وهو على المسرح يؤدي أغانيه التي أحبها. فكان له ما تمنى و رحل مطرب الخضراء في 27 مارس 1970 بالمسرح البلدي بالعاصمة في خر حفلة موسيقية له جراء نوبة قلبية.
فاتن الرزقي