ثقافة الكامبينغ: مبادرات جماعية لتذوق حياة فعلية
"خروفة" هي محمية بيئية تندرج ضمن التراث البيئي العالمي تمسح أكثر من 1700 هكتار بمنطقة وشتاتة من معتمدية نفزة بولاية باجة إمتزجت فيها البحيرة بالغابة فكانت لوحة طبيعية واعدة تبدو لك منذ الوهلة الأولى كالفردوس تنتصب بكل شمَوخ كحسناء لم تزدها الأيام إلا سحرا و جمالا.
تقريرأميمة بن خلفوإكرام دعاسي
موقع متميز قريب من سد سيدي البراق الذي سمي "تيمنا" باسم الولي الصالح المحاذي له. هذا الموقع الذي يفتح ذراعيه لزائريه مقدما لهم منتوجا سياحيا وبيئيا مختلفا. قد أضحى في السنوات الأخيرة منطقة تستقطب الآلاف من هواة التخييم والإستكشاف.
كنز طبيعي
مجموعة "سفاري أفنتور" إختاروا هذه المحمية كوجهة للترويح عن النفس والهروب من ضوضاء المدينة وجدران عماراتها الإسمنتية الباذخة ودخان سياراتها الخانق. قضوا 48 ساعة في عمق الغابة بين أشجارها المتشعبة وغناء أطيارها النادرة التي إتخذت من قمم الأشجار أعشاشا. على بعد أمتار قليلة من ضفة البحيرة، نصب المغامرون خيامهم وإنطلقوا باحثين عن الحطب وإكتشاف الموقع من حولهم. بعضهم إنهمك في التقاط الصور بمختلف الوسائل: هواتف ذكية وكاميرات رقمية عالية الجودة؛ للتتنوع بذلك زوايا المشاهد.
أما بعضهم الأخر، فقد سحب قيثارته وأخذ يشدو بما إستلهم من كلمات شعرية تنساق مع روعة المكان وتعبرعن قوة اللحظة. فيما أشعل البقية النار تحت إشراف قائد الرحلة والذي إختار تعليق شارة كتب عليها "المسهول"؛ لإضفاء روح الدعابة داخل الفريق. في نفس الوقت تسهيلا لخدمة المجموعة، أشرف على طبخ ملوخية لذيذة حتى يحين وقت العشاء.
"ﺣﺘﻰ ﻻ أﻛﺘﺸﻒ ﺃﻧﻲ ﻟﻢ ﺃﻋﺶ ﻗﻂ"
حلاوة أحاديثهم الشيقة ورقصاتهم البسيطة غمرت المكان بهجة. تعددت الألعاب والمسابقات وتعالت ضحكاتهم بين الخضرة الدكناء محملة بعباقة الشذى الأخاذ. من شدة ما إستوطن البرد ضلوع زوار المكان قرب بعضهم البعض ليواجهوا حدة الليل الشتوي وريحه الشمالية.
هو موقع طبيعي هام. حباه الله بخصائص متميزة جعل منه مكانا فريدا للحلم و الإكتشاف و المغامرة. يقول الأديب الأمريكي هنري ديفيد ثوروي: "ﺫﻫﺒﺖ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻐﺎﺑﺎﺕ ﺑﻜﻞ ﻭﻋﻲ ﻭﺑﻜﻞ ﺣﺮﻳﺔ، ﻟﻤﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﺤﻘﺎﺋﻖ ﺍﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﻟﻠﺤﻴﺎﺓ ﻟﻌﻠﻲ ﺃﺗﻌﻠﻢ ﻣﺎ ﻟﻠﺤﻴﺎﺓ ﺃﻥ ﺗُﻌَﻠِّﻢ، ﺣﺘﻰ ﻻ أﻛﺘﺸﻒ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﺃﻧﻲ ﻟﻢ ﺃﻋﺶ ﻗﻂ".
أميمة بن خلف وإكرام دعاسي