الثقافة في تونس، فن أم تسويق؟

خلال زيارته لورشة الثقافة بمعهد الصحافة وعلوم الإخبار ناقش اليوم 31 أكتوبر 2016 الصحفي بإذاعة موازاييك" ماهر الحاجبي" مع طلبة السنة الثالثة صحافة تطبيقية ابرز المشاكل والصعوبات التي تعاني منها الثقافة في تونس. مشاكل كثيرة تواجه الثقافة المحلية حسب ما قاله ماهر الحاجبي:" أبرزها أن الثقافة حاليا في بلادنا لم تعد ذلك الفن الجميل أو ذلك الإبداع بل تحولت إلى تجارة وتسويق غايتها الأساسية ربحية حيث أصبحنا نعيش في وسط يوظف الثقافة للتجارة لا لشئ آخر".

كما تحدث الحاجبي عن أيام قرطاج السينمائية في دورتها 27 ذلك المهرجان ذو المكانة الهامة شيخ المهرجانات العربية الإفريقية ببهرجه الخاص الذي جعله يستقطب زوارا من كل أنحاء العالم و لكن للأسف غاب فيه التنظيم وخاصة في الجانب الأمني. وحمل الصحفي الإعلام مسؤولية هذا الفشل و خاصة مواقع التواصل الاجتماعي التي لم تهتم بمحتوى هذا المهرجان من عروض وأفلام بل أولت اهتمامها بالمظاهر حيث ركزت على الحضور من المشاهير و أزيائهم الفاضح منها و المحترم وتسريحات الشعر فأضحت الثقافة اليوم عند الأغلبية مظهرا دون محتوى. وأضاف الحاجبي أن هناك العديد من الشخصيات التي لا تمت للفن و الثقافة بصلة لكنها استغلت شهرة هذا المهرجان للظهور في وسائل الإعلام.

ليس هناك برامج حقيقية تعنى بالثقافة

وفيما يخص البرامج الثقافية في تونس أكد صحفي موزاييك أنه ليس هناك برامج حقيقية تعنى بالثقافة وان وجدت فهي قليلة وليست ناجحة لأنها لا تغوص في عمق الثقافة بل تهتم بالسطحيات ولهذا اعتبر ماهر الحاجبي بان المخرج والفنان" هادي زعيم " الناجح الوحيد في المجال الثقافي من خلال برنامجه 360 درجة والذي يبث على قناة الحوار التونسي إذ يعود هذا النجاح حسب رأيه لمدى حرص "زعيم" على التجديد والإبداع والتنظيم في هذا المجال.

الثقافة رهينة الإمكانيات المادية

وتبقى الثقافة حسب ما قاله ماهر رهينة الإمكانيات المادية أي أن من لديه المال هو فقط من ينتج ويبدع في الثقافة ولهذا نرى بان الإنتاج المحلي يكاد يكون منعدما ففي مجال المسلسلات مثلا لا يتعدى شهر رمضان و يعود هذا لنقص دعم الدولة في مجال الثقافة على عكس الدول العربية الأخرى مثل مصر التي تنتج أفلاما ومسلسلات طيلة العام.

مروى العياري