المخرج الفاضل الجعايبي في المعهد العالي للفن المسرحي مع ثلة من المكونين الأجانب من عالم الفن الرابع : لقاء الأجيال من أجل مسرح مبدع
في إطار فعاليات أيام قرطاج المسرحية، استقبل المعهد العالي للفن المسرحي بتونس يوم الجمعة 22 نوفمبر 2024 المخرج المسرحي القدير الفاضل الجعايبي حيث رحب به عبد الحليم المسعودي، مدير المعهد، الذي أشاد بمساهمة الجعايبي في إثراء المسرح العربي والعالمي.
الزيارة جاءت في سياق الإعداد لإشراف الجعايبي على ورشة "الممثل وقرينه" التي تعد من بين الورشات الرئيسية ضمن برنامج أيام قرطاج المسرحية في دورتها الخامسة والعشرين. وتهدف هذه الورشة التي إنطلقت منذ يوم الإثنين 25 نوفمبر 2024 إلى تطوير مهارات الممثلين الشباب وتعزيز فهمهم لدور التفاعل بين الممثل وشريكه على خشبة المسرح، بما يتماشى مع رؤية الجعايبي العميقة التي لطالما ركزت على العلاقة العضوية بين الممثل ولاوعيه والأداء الفردي والجمعي.
وفي كلمة ألقاها بالمناسبة عبّر المسعودي عن فخر المعهد باستضافة قامة مسرحية مثل الفاضل الجعايبي معتبرًا هذه الورشة فرصة استثنائية للطلبة للاستفادة من تجربة مسرحية متفردة. وأكد المسعودي أن هذه المبادرات تسعى إلى خلق جيل جديد من الفنانين الملتزمين والمبدعين قادرين على مواصلة حمل مشعل تجربة الفن الرابع في بلادنا.
من جانبه أشار الجعايبي إلى أهمية الاستثمار في الشباب المبدع، مؤكدًا أن مسرحنا يمتلك طاقات واعدة تستحق كل الدعم والتوجيه. وأضاف أن الورشة ستكون مساحة للتفاعل والتجريب، حيث سيسعى إلى دفع المشاركين نحو استكشاف إمكاناتهم الفنية عبر التمارين المسرحية الدقيقة والعمل الجماعي.
تجدر الإشارة إلى أن ورشة "الممثل وقرينه" تشهد مشاركة عدد من طلبة المعهد ومدرسة الممثل بالمسرح الوطني وعدد من المسرحيين الشباب، وتمتد على مدار فترة أيام قرطاج المسرحية التي تنتهي يوم السبت 30 نوفمبر. بهذا اللقاء، يواصل المعهد العالي للفن المسرحي بتونس دوره المحوري في دعم الثقافة المسرحية في البلاد، بالتعاون مع رموز فنية رائدة.
من بين هذه الأسماء الرائدة التي أقامت تكوينا في المعهد إلى جانب الجعايبي نذكر ورشة "فن الممثل" بإشراف لخبير المسرحي تيم سابل التي عملت على تطوير الأداء الفردي والجماعي بواسطة تقنيات تعزز الحضور المسرحي وتفاعل الممثل مع النص والجمهور.
وفي نفس الوقت أقيمت ورشة "فن المهرج" تحت إشراف كريستوفر إيناني التي ركزت على اكتشاف الجانب الفكاهي والإنساني لدى الممثل و الارتجال وإثارة التفاعل العفوي مع الجمهور.
ثالثًا نشير إلى ورشة "الحركة والجسد في التشكيل المسرحي" بإشراف الفنان العراقي فاضل الجاف بمساعدة عبد المنعم شويات. ركزت هذه الحصص على استخدام الحركة والجسد كأدوات تعبيرية لتشكيل المشهد المسرحي. كما تضمنت التدريبات تمارين لتحرير الجسد واستكشاف إمكاناته الإبداعية.
رابعا، ورشة "التمثيل التفاعلي" تحت إشراف بيتر بارلو خصصت لتعزيز مهارات التمثيل التفاعلي بين الممثل والجمهور و قد إشتغلت على كسر الجدار الرابع واستكشاف طرق جديدة لإيصال الرسائل المسرحية.
وأخيرًا وليس أخرا، ورشة "الكتابة المسرحية: كيف نكتب للحرب" بإشراف المخرج الجزائري محمد قاسمي التي سلطت الضوء على كيفية تناول مواضيع الحروب في النصوص المسرحية. شملت الورشة تقنيات سردية و بحثًا في عمق الدراما الإنسانية.
ساهمت هذه الورشات في خلق منصة تفاعلية بين المشاركين، حيث أتيحت لهم الفرصة للتعلم من نخبة من المسرحيين ذوي الخبرة، وتبادل الأفكار حول التحديات والابتكارات في مجال المسرح. كما كانت هذه الورشات فرصة لدمج الثقافات المختلفة في تجرِبة فنية فريدة تظهر روح أيام قرطاج المسرحية بوصفها حدثًا عالميًا يحتفي بالفن والإبداع.
اختُتمت الورشات بتقديم شهائد مشاركة والاستماع إلى المشاركين حول مدى استفادتهم من المهارات المكتسبة، مما يؤكد دور أيام قرطاج المسرحية في تطوير الساحة الفنية المحلية والعالمية.
Comments