top of page
  • إكرام الدعاسي

آلة العود: هوية الشرق الأزلية

أردت أن تصبــح هذه الآلة مثل الكاميرا التــي تلتقــط الأشــياء والمناظــر بحس شــعري عال وأن يصبح الوتر هو العدســة التي تكتفي بتصوير المشهد الخارجي. هكذا اتخذ الفنان العراقي وعازف العود المميز نصير شمة من آلة العود وسيلة لرصد أدق التفاصيل وخلق الموسيقى تماهيا مع ألأنساق والمفاهيم العامة. إن العود هو أصل الآلات الوترية في الحضارة العربية لعراقة تاريخه. صدح رنين هذه الآلة الموسيقية وهو صوت صادر من أوتارها ليخاطب الروح ويعبر عن ما يخالجها.

ظروف نشأة الآلة ومجالات استعمالها


آلة العود تنحت على طريقتها هوية الشرق. إذ عرف في بلاد الشــام في القرن الثامن عشــر قبل الميلاد ثم أشتهر في القرن الســادس عشــر قبل الميلاد بمصر فامتازت الحضارة العربية بآلة وترية عريقة عهدها الفراعنة والفرس والأتراك. عرفت الممالك القادمة هذه الآلة التي وظفت بدورها في المجالس الدينية لما تسبغه على المكان من قدسية.

زرياب، من أهم عازفي العود


المطرب والموسيقي زرياب هو أصيل بلاد الرافدين، ترعرع في بغداد فاكتشف مقامات جديدة وافتتح الغناء بالنشيد قبل البــدء بالنقــر كما أضاف وترا خامسا للعود واستبدل الخشب بريش النسر كمضراب للآلة وبالتالي أسس مدرسة تعليمية للغناء. في ما بعد وعبر قرون متتالية وخاصة في الأندلس تتواصل رحلة العود فينتقل إلى أوروبا ويغدو "لوتا"، هكذا أسمته المجتمعات الأوروبية. استقل العود عن الآلات التي كانت تصحبه في الحفلات واعتمد منفردا في مناسبات تخصه لوحده فأمسى خفيفا على النفس ومدعاة للتأمل التذوق.


تقرير إكرام الدعاسي

تطور صناعة الآلة


عبر الزمن عوض النايلون خيوط أمعاء الحيوانات التي كانت تستعمل كأوتار للعود وتطور العود فأصبحنا نتحدث عن عود قديم وعود حديث.


ويتجلى الاختلاف في صغر حجم العود القديم وطول رقبته وعدم احتواه على مفاتيح إضافة إلى أربعة أوتار فقط 'قبل تدخل زرياب'.



إكرام الدعاسي



 À l'affiche
Derniers articles
Archives
  • Facebook Basic Square
  • Twitter Basic Square
  • Google+ Basic Square
bottom of page