top of page
إيمان الخلادي

من أجل سما، شريط مأساة سورية إنسانية

فيلم من " أجل سما "، هو فيلم وثائقي سوري عن المخرجة وعد الخطيب التي تحكي قصتها مع الحرب من أجل تقديمها لابنتها حينما تكبر. ابنتها التي تدعى سما. ولدت سما في حلب بعد اندلاع الهبَّة الشعبية في مارس 2011 قصد الإطاحة بالنظام العسكري الذي يقوده الرئيس بشار الأسد.



هذا الفيلم الذي يدوم لأكثر من ساعة جاء إذن في شكل رسالة كي تفهم ابنة المخرجة دوافع والديها لقرار الرحيل من حلب. هذا المكان الذي اندلعت فيه حرب حزبية وطائفية وإرهابية جعلت عددا كبيرًا من السوريين يفرون من بلدهم ومن سوريا مهد الحضارات. هي مجزرة لم تنطفئ إلا مع بداية سنة 2020 أين صورت وعد الخطيب كل تفاصيل تهجير حلب و كيف كانت الناس تقصف بطريقة يومية حتى أنها صورت مراحل تفجير المستشفى الذي كانت تقطن فيه مع زوجها الطبيب يوم 02 مايو / أيار 2016. تنتهي أحداث الفيلم أواخر 2018 خلدت فيه المخرجة أحداث الفِرَاقَ. دراميًا كان ألم فِرَاقَ الوطن أصعب من الحرب حتى إن وعد الخطيب تقول في الفيلم "إذا تركنا هذا المكان سنفقد المستقبل و الماضي و الحاضر".


أصرت المخرجة على إعادة مشهد واحد لأكثر من مرة : هو الرعب الذي ينتابها خوفا على سما عند سماع صوت قدوم الطائرة الروسية يوميًا. وتضع المخرجة المشاهد أمام تعودهم الغير طبيعي على سماع صوت التفجيرات والقصف وتعاملهم اليومي مع هذه الأحداث التي تشكل في تسلسلها وقسوتها المهولة أمتن خيوط الفيلم. إن القسوة الموجودة في هذا الفيلم تمكاننا من شرح العديد من الحكايات المنفصلة في الفيلم: واقع المدينة ومن خلاله واقع الناس الذين أصبحوا يتعايشون مع الخراب.


عملية ولادة قيصرية خلال الحرب


من المشاهد الأكثر قسوة عملية ولادة قيصرية تجرى لجريحة من قصف النظام. جُرح الجنين في بطنها أيضا، نشاهد الولادة وندرك أن الجنين مَيِّت، فنيأس قبل أن نصل إلى اللحظة التي يعيد فيها الأطباء الجنين للحياة بأبسط الوسائل وبأطول الدقائق على المشاهد. يبقى هذا الأخير في قاعة السينما محبوس الأنفاس...يبكي الطفل فتعود الحياة إلى "الصالة".


تدور معظم أحداث الفيلم إذن في مشفى ميداني، لا يخلو أي إطار منه من طفل أو امرأة. هم بشر يعيشون أصعب المواقف على هذا الكوكب في زمان ومكان غير مناسبين فنسمع حكايتهم مع سما ونراها بعين الوالدين. تكون وعد الخطيب قد استطاعت من خلال هذا الشريط الوثائقي تقديم لجمهورالسينما العالمية الذي لا يعرف في معظمه عن الحكاية السورية إلا القليل. وهنا جدوى توثيق الدراما التي عاشها السوريون. فهي تقرب للمشاهد في جميع أنحاء العالم مأساة شعب عريق يعشق أرضه ويتركها نحو غد مجهول.


إيمان الخلادي


 À l'affiche
Derniers articles