الأسطورة التي لن تتكرر: نصير شمة يعزف لعالم بلا حرب
للهدوء، للحب، للسلام، لعالم بلا حرب عزف و أبدع. هو عازف العود الشهير نصير شمه أو كما يحلو للكثيرين مناداته زرياب العرب. موسيقاه عبارة عن رسالة حب و سلام و حياة للإنسانية يرحل من خلالها شمه بالجمهور إلى عوالم متنوعة متحدة في تمجيدها للسلام. فهو يحارب بموسيقاه الاحتلال أينما كان و كيفما كان.
نشأته
ولد نصير شمة في مدينة الكوت بالعراق سنة ثلاث و ستين و تسعمائة و ألف. تخرج من معهد الدراسات الموسيقية النغمية في بغداد عام سبعة و ثمانين و تسعمائة و ألف بعد أن تخصص في العزف على آلة العود. بدأ رحلته الموسيقية باكرا فقد قدم أولى حفلاته في العراق في قاعة الاورفلي عام خمس و ثمانين و تسعمائة و ألف ليخرج بعد ذلك إلى العالم في أول حفلة له في باريس من نفس السنة. تتعدد بعد ذلك حفلاته داخل و خارج الوطن العربي قبل تخرجه بسنة. أنجز العود المثمن عن مخطط للفارابي عمره ألف عام و قدمه للمختصين في العراق في حفل كبير عام ست و ثمانين و تسعمائة و ألف. عمل أستاذًا لآلة العود في المعهد العالي للموسيقى بتونس سنة ثلاث و تسعين و تسعمائة و ألف إلى حدود سنة ثمانية و تسعين و تسعمائة و ألف. بعد ذلك أسس بيت العود العربي في مصر سنة تسع و تسعين و تسعمائة و ألف ثم افتتح فرعا لبيت العود العربي بدار الأوبرا المصرية عام ألفين و عشرة.

تونس ذكرى خالدة في حياته
يقول شمة عن تونس "احمل ذكرى جميلة عن تونس الحبيبة التي عشت فيها خمس سنوات كاملة بداية من سنة ثلاث و تسعين و تسعمائة و ألف بعد حرب الخليج الثانية و كانت هذه الفترة بمثابة العلاج النفسي لي". لم يتوانى نصير شمة في التعبير عن حبه لتونس التي احتضنته أيام حرب الخليج و فتحت له أبواب معهدها الموسيقي وقد ظل دوما يزورها حتى انه قال في إحدى المرات انه كلما عزف في تونس شعر و كأنه يرحل مع الموسيقى لعالم يمجد الحب والسلام. لكون لا تطاله الحرب. من أوضح دلائل حبه لتونس انه لحن وعزف مقطوعة موسيقية سماها من أجل تونس.
أحرز الموسيقار نصير شمة عديد الجوائز منها جائزة أفضل لحن عاطفي في العراق لسنة ست و ثمانين وتسعمائة و ألف وجائزة أفضل موسيقي عربية في مهرجان جرش بالأردن لسنة ثمانية و ثمانين و تسعمائة و ألف و جائزة مهرجان قرطاج بعد أن وضع الموسيقى التصويرية لمسرحية "البلاد طلبت أهلها" من نفس السنة و جائزة المعهد العالي للموسيقى في الدورة الخامسة لأيام قرطاج المسرحية لأفضل عمل موسيقي مسرحي عن مسرحية "قصة حب" لسنة تسعين و تسعمائة وألف و درع رمز النضال الفلسطيني في احتفال يوم الأرض بتونس في سنة اثنين و تسعين و تسعمائة و ألف و جائزة أفضل فنان في العراق سنة أربع و تسعين و تسعمائة و ألف. إن كل هذا فيض قليل من غيث كثير من الجوائز التي حصل عليها الفنان العربي نصير. دمت منصورا بإبداعك يا شمة!
فاتن الرزقي و عبير بن عمارة