مقاه بطعم الثقافة ورائحة الادب
المقهى بعبارة بسيطة هو المكان الذي تقدم فيه القهوة أو المشروبات الأخرى و تأخذ المقاهي جزءا مهما من حياتنا فهي تبدو للوهلة الأولي فرصة للتلاقي والحوار مع الآخرين و لكنه تحول مع مرور الوقت إلى ما يشبه البرلمان كمكان لتلاقي الأفكار. فهي ليست مجرد مكان للتسلية وتناقل الأخبار ففيها كانت تقدم الفنون الشعبية والمبارزات ألشعرية. اليوم تحولت المقاهي في تونس من ظاهرة اجتماعية واقتصادية إلى تجربة فنية.
خرجت هذه الفضاءات من شكلها القديم لتتحول إلى ما يشبه المراكز الثقافية بعد أن ثبت أنها عنوانا للإبداعات و المواهب تنثر على روادها فنونا و أدابا وأفكارا حيث أصبحت متنفسا من الضغط النفسي و التخلص من الجدية.
هل أصبح للمقهى دور في رسم مستقبل العمل الثقافي في تونس؟
قهوة، شاي، كراسي، طاولات، كؤوس و مشروبات، يرتشفها شباب و مراهقين. يبدو أن الجميع هنا تقريبا يعرفون بعضهم في مقهى "تكس تور" حيث يعبرون عن مواقفهم و أفكارهم وأحلامهم بشكل بسيط وفني. هذا الفضاء الثقافي تأسس في ماي 2016 و كان عبارة عن فكرة لخلق فضاء يجمع فنانين الغرافيتي في تونس حسب قول مؤسسه شعيب. والغرافيتي هو فن تزين الحيطان وهو من مشاهد الثقافة البديلة بعد الثورة التونسية فجل الحيطان في مقهى تكس تور أصبحت جميلة بعد أن زينت برسومات. تشعر أن الحائط أصبح ناطقا ومزهوا بحجارته التي تحلت بألوان عديدة، فلا يخل حائط من حيطان المقهى من شعار أو صورة بعضها سياسي وبعضها ثقافي وآخر مجرد كتابات يكتبها أناس فقط ليعبروا عما يخالجهم.
و قد أكد معظم رواد المقهى أن لديهم طاقة كامنة تحتاج لمن يوفر لها الجو المناسب لإخراجها و قد وجدوا في المقهى مكانا تعلموا فيه و نمو ثقافتهم. في هذا المكان المكسو برائحة الدخان يخبرون الناس أسرار نجاحهم ويتقاسمون معهم خبرتهم. .
المقهى يستقطب العديد من الزوار ذات الاتجاهات المختلفة و يعكس إذن مدى التغيير الذي عرفته الثقافة التونسية بعد الثورة. مقهى "تكس تور" ليس هو الفضاء الوحيد الذي انخرط في دعم موجة الثقافة البديلة بل هناك العديد من المقاهي الأخرى التي لعبت أدوارا متفاوتة في هذا المجال أمثال مقهى المسار، ليبرتى، اللوح، الصفصاف. هذا الأخير يحتضن تظاهرات ثقافية وفنية يقدمها لرواده.
رمال الفلاح