top of page
حسام صفر

لعبة النهاية : رحلة عبثية تتحدى أسئلة الوجود في أيام قرطاج المسرحية الدورة 25

قدمت فرقة مسرح الطليعة بالبيت الفني للمسرح المصري عرضها المسرحي "لعبة النهاية" ضمن فعاليات الدورة 25 لأيام قرطاج المسرحية، وذلك يوم 25 نوفمبر 2024 بقاعة سينما مسرح الريو. العرض، الذي أخرجه سعيد قابيل، يُحيي إنتاجًا يعود إلى 60 عامًا، حين أخرجه أول مرة الراحل سعد أردش لصالح نفس الفرقة.


تتناول المسرحية، من تأليف صامويل بيكيت، أربع شخصيات رئيسية: هام، السيد المقعد العاجز، وكلوف، خادمه المطيع، إلى جانب والدي هام، ناغ ونيل، الذين يعيشان في صناديق قمامة. تدور أحداث المسرحية في أجواء عبثية متكررة بلا حبكة تقليدية، حيث يفضح النص عبثية الوجود الإنساني بواسطة الزمن الدائري، الذي لا يتقدم إلى الأمام، وغياب الخلاص.     المشاهد أشبه بمقاطع من الحياة اليومية، تغلب عليها الرتابة والأفعال الروتينية، ما يُبرز العجز الجسدي والعقلي والروحي للشخصيات. الموت كفكرة مركزية طغى على جميع عناصر العرض، حيث تستعرض الشخصيات انتظارها النهاية دون أمل، داخل مساحة مغلقة أشبه بالقبر. هذا العالم المغلق يتحدى المشاهد بأسئلة وجودية: ما جدوى الحياة؟ هل يمكن وِجدان معنى وَسَط العبث؟
مقطع من مسرحية "لعبة النهاية" التي تمثل جمهورية مصر. مصدرالصورة الدورة 25

محتوى المسرحية وأجواؤها


تتناول المسرحية، من تأليف صامويل بيكيت، أربع شخصيات رئيسية: هام، السيد المقعد العاجز، وكلوف، خادمه المطيع، إلى جانب والدي هام، ناغ ونيل، الذين يعيشان في صناديق قمامة. تدور أحداث المسرحية في أجواء عبثية متكررة بلا حبكة تقليدية، حيث يفضح النص عبثية الوجود الإنساني بواسطة الزمن الدائري، الذي لا يتقدم إلى الأمام، وغياب الخلاص.


المشاهد أشبه بمقاطع من الحياة اليومية، تغلب عليها الرتابة والأفعال الروتينية، ما يُبرز العجز الجسدي والعقلي والروحي للشخصيات. الموت كفكرة مركزية طغى على جميع عناصر العرض، حيث تستعرض الشخصيات انتظارها النهاية دون أمل، داخل مساحة مغلقة أشبه بالقبر. هذا العالم المغلق يتحدى المشاهد بأسئلة وجودية: ما جدوى الحياة؟ هل يمكن وِجدان معنى وَسَط العبث؟


التفاعل الجماهيري


تميّز العرض بتفاعل لافت من الجمهور، حيث تمازجت لحظات الصمت والتأمل مع الضحكات الحذرة الناتجة عن المفارقات السوداوية في النص. المتابعون، الذين غصّت بهم القاعة، بدوا مندمجين مع الأداء التمثيلي البارع، الذي أجاد التعبير عن الألم الإنساني والانفصال عن المعنى. كانت ردود أفعالهم تتراوح بين انبهار حذر وتأمل عميق، مما يظهر نجاح المخرج في استحضار روح النص العبثي وتقديمه برؤية عصرية قادرة على استقطاب جمهور متنوع.


الإخراج والأداء


أبدع سعيد قابيل في استخدام الفضاء المسرحي، حيث جاء تصميم الديكور محكمًا، يوحي بالعزلة والانغلاق. أداء الممثلين اتسم بالتركيز الشديد والقدرة على استحضار تفاصيل الألم الإنساني والتردد بين الأمل واليأس. اعتمد العرض على الإضاءة والمؤثرات الصوتية لتكثيف الشعور بالعبث والعزلة، مما ساهم في إبراز الجو العام للمسرحية.


"لعبة النهاية" ليست مجرد عرض مسرحي، بل هي رحلة فلسفية ونفسية تجعل المشاهد في مواجهة قصدًا مع قلقه الوجودي وأسئلته العميقة حول الزمن، الفَنَاء، والهدف من الحياة. قدم العرض إذن تجرِبة متكاملة امتزجت فيها السوداوية بالإنسانية، تاركاً أثراً عميقاً في نفوس الحاضرين، الذين خرجوا بتأملات جديدة حول علاقتهم بالزمن والمعنى في معيشهم زمن السرعة.

1 Comment

Rated 0 out of 5 stars.
No ratings yet

Add a rating
Guest
Nov 26
Rated 5 out of 5 stars.

Bravo pour l'article Houssem. Cela donne envie de voir la pièce

Like
 À l'affiche
Derniers articles
Archives
  • Facebook Basic Square
  • Twitter Basic Square
  • Google+ Basic Square
bottom of page